تبوأ برشلونة القمة من جديد بعدما فقدها لساعتين من الزمن لصالح إشبيليه, إثر فوزه الهزيل على ضيفه المتواضع ليفانتي بهدف وحيد في المباراة التي جرت على ملعب نوكامب.
سجل هدف المباراة الوحيد الكاميروني صامويل إيتو بكرة وضعها بمهارة رغم غابة الأقدام المنتشرة أمامه إضافة لوقوف الحارس مولينا الذي عجز, ودفاعه, رغم علو كعبه عن التصدي للكرة بالرغم من ملامسته إياها.
ورفع برشلونة رصيده في الصدارة إلى اثنتين وستين نقطة متقدماً بفارق نقطة واحدة عن مطارده إشبيليه الذي يملك في رصيده واحد وستين نقطة.
الشوط الأول بدأ الهولندي فرانك ريكارد بتشكيلة 4-3-3 المكتملة القوة والصفوف خصوصاً هجومياً بوجود البرازيلي رونالدينيو والأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل إيتو, وإن كان معظم الكاتالونيين ما زالوا يعيشون على ذكريات تألق اللاتيني والأفريقي الموسم الماضي نظراً لهبوط مستواهما هذا الموسم, في حين لعب الضيف المتواضع والمهدد بالهبوط بخطة 4-4-2.
لم يقدم برشلونة أداء جيداً في الشوط الأول بل حتى لم يرتق مستواه إلى المقبول فكان مفكك الأوصال غير متماسك افتقد الجماعية والسهولة في الأداء فكثرت التمريرات المقطوعة وعكس لعبه أمرين أساسيين برزا في الفريق هما الرغبة في تقديم عرض قوي وتسجيل الأهداف مقابل عجز واضح في تحقيق ذلك شابه فقدان الثقة بالنفس وهبوط حاد في الأداء تجلى لدى رونالدينيو المتقهقر ورفاقه.
ورغم سيطرة أصحاب الأرض إلا أن خطورتهم انعدمت أمام تفوق دفاع ليفانتي في المواجهات الجماعية والفردية فكان كفاح الضيف, الساعي لإبعاد شبح الهبوط عنه السمة الأبرز التي طغت على الشوط الأول إلى جانب تدني مستوى المضيف.
أبرز فرص القسم الأول على ندرتها بدأت في الدقيقة الثالثة عندما عكس الإيطالي زامبروتا عرضية وصلت لديكو غير المراقب لكن الأخير سدد مباشرة من اللمسة الأولى كرة ضعيفة لم تشكل خطراً مهماً.
وغابت المحاولات مع تكسر الهجمات على مشارف منطقة جزاء حارس ليفانتي خوسيه مولينا حتى الدقيقة 24 عندما اخترق إيتو المنطقة وعكس أرضية لميسي الذي تفاجأ بالكرة تصله متجاوزة الدفاع ففشل باللحاق فيها في وقت كان المرمى خالياً من أي حراسة.
وفي الدقيقة 27 اخترق ميسي مراوغاً ودخل على مشارف المنطقة ثم مرر أمامية لديكو الذي بدوره مرر لرونالدينيو كرة قطعها الحارس مولينا المتقدم سابحاً لتصل لإيتو والأخير سدد من اللمسة الأولى كرة فشل الحارس في التصدي لها فتجاوزته ودفاعه لتصبح النتيجة 1-صفر, علماً أن الإصابة مشكوك في صحتها نتيجة تسلل البرازيلي.
الشوط الثانيوفي الشوط الثاني واصل برشلونة ضغطه وتحسن أداؤه الجماعي وسرعته في الإيقاع بشكل استفاد أكثر من المساحات في ظل اندفاع اكبر من اللاعبين إنما بقي المستوى الفردي للعديد منهم وخصوصاً الثلاثي الهجومي أقل مما هو معروف عنهم ومن قدراتهم.
وسريعاً بدأ أصحاب الأرض في صناعة الفرص عبر رونالدينيو الذي تلقى تمريرة رأسية من إيتو ثم سدد مباشرة كرة نصف طائرة من خارج المنطقة صدها الحارس المتألق مولينا بصعوبة بالغة قبل أن تشق طريقها نحو الشباك, محولاً إياها إلى ركنية.
وتوالت هجمات رجال ريكارد مع استمرار الارتفاع في أدائهم وكذلك جماليته وسرعته فسنحت عدة فرص خطرة فشل فيها إيتو ورونادينيو في قهر الحارس الرائع مولينا الذي صد انفراد تام لإيتو في الدقيقة 57 ثم انفراد آخر لرونالدينيو من نفس الهجمة في ظل ذهول المقعد الاحتياطي للفريق الكاتالوني وتحسره على الفرص السهلة.
وفي الدقيقة 59 كاد الضيف أن ينجح في إدراك التعادل من هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة إلى الفرنسي ماتيو بيرسون الذي سدد بقوة كرة يسارية من داخل المنطقة تكفل فالديس في تعطيل مفعولها بقبضتيه, فانطلق برشلونة إثرها بهجمة جديدة قادها ميسي متوغلاً على الجهة اليمنى مراوغاً كل من صادف ثم مرر أرضية من داخل المنطقة قراها مولينا فارتمى منقذا الموقف.
ومع وصول المباراة إلى آخر ربع ساعة أخذ إيقاع برشلونة بعد الفورة التي لم تترجم عملياً يهبط شيئاً فشيئاً وكأنه اقتنع بالهدف الوحيد الذي يكفل له العودة للصدارة التي خسرها لساعتين فقط, فاعتمد مبدأ استهلاك الوقت مع بعض الهجمات القليلة مثل انفراد رونالدينيو في الدقيقة الأخيرة الذي أنقذه رجل المباراة مولينا, لينتهي اللقاء كاتالونياً بعرض غير مقنع عموماً إنما كاف لتبؤ القمة.