بات ليفربول أول الفرق المتأهلة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن استطاع تخطي عقبة ضيفه تشلسي بضربات الجزاء الترجيحية 4-1 الثلاثاء على ملعب "آنفيلد روز"، حيث انتهت مباراة الإياب بهدف لليفربول دون رد ( مباراة الذهاب 1-صفر لتشلسي).
وإثر إنتهاء وقت المباراة الأصلي بفوز ليفربول بهدف دون رد، سجله الدنماركي دانيال أغر في الدقيقة (21)، كان لحارس ليفربول خوسيه مانويل رينا الدور الأكبر في فوز فريقه حيث نجح في التصدي لركلتي جزاء كان قد سددهما روبن وجيرمين لاعبي تشلسي.
وأخذ تشلسي المبادرة مبكراً دون فاعلية هجومية حقيقية في الدقائق الخمس الأولى، بينما كان أول ظهور لأصحاب الأرض من خلال تسديدة لستيفان جيرارد في الدقيقة (6) من خارج منطقة الجزاء مرت بعيدة عن مرمى بيتر تشيك حارس تشلسي.
وتصدى جيرارد لضربة حرة مباشرة من جهة اليمين فمرت من بين أقدام بيتر كراوش أمام المرمى في الدقيقة (
، وامتلك ليفربول الكرة في منتصف ملعب تشلسي، وتعددت الكرات العرضية الخطيرة لليفربول من الجانب الأيمن عن طريق جيرارد، في محاولة لاستغلال عامل الطول لدى اللاعب كراوش.
والغريب أن الدقائق الـ20 الأولى لم تشهد أي تصويبه على مرمى أي من الفريقين، ما يوضح أن عملية ضغط مدافعي كلا الفريقين على المهاجمين كانت شديدة ومُحكمة للغاية.
هدف رائعوكان جيرارد أكثر لاعبي ليفربول تحركاً في المباراة، وفتح ثغرات في دفاع تشلسي، ومن إحداها حصل على ضربة حرة مباشرة من ناحية اليسار في الدقيقة (21)، فتصدى لها ومررها أرضية زاحفة إلى زميله المدافع دانيال أغر على مشارف منطقة جزاء تشلسي، فسددها مباشرة بيسراه على يمين تشيك داخل الشباك.
وشهدت الدقائق التي تلت الهدف، ضغطاً هجومياً من ليفربول لإدراك الهدف الثاني، وفي المقابل، لم تظهر خطورة حقيقية لمهاجمي تشلسي الذي غاب عنهم الأوكراني أندريه شيفتشينكو، كما فرض مدافع ليفربول جيمي كارغر رقابة صارمة على الإيفواري ديديه دروغبا هداف تشلسي، الذي كان يطمح في الفوز بهذه بطولة ليكون أول لاعب إيفواري في التاريخ يفوز بدوري أبطال أوروبا.
وبعد سلسلة من التدخلات العنيفة من لاعبي الفريقين، لم يجد الحكم الإسباني مانويل غونزاليس بُد من إخراج أول بطاقة صفراء في المباراة، وكانت من نصيب مدافع تشلسي أشلي كول في الدقيقة (27) لعرقلته جيرمين بينانيت.
ضغط تشلسيومنذ الدقيقة (30) وحتى نهاية الشوط، عاد تشلسي للمباراة، فنجح دروغبا في الإفلات للمرة الأولى من كارغر في الدقيقة (31) وكاد أن يدرك التعادل لفريقه عندما سدد كرة قوية من داخل المنطقة تصدى لها رينا ببراعة.
وباتت هجمات تشلسي أكثر خطورة، من خلال التمريرات العرضية من ناحية اليسار التي نفذها النيجيري جون ميكيل، لكن عاب الفريق اللندني إصرار لاعبيه على التمريرات الطولية إلى دروغبا والغاني مايكل إيسيان، والتي كانت معظمها من نصيب مدافعي ليفربول.
ومن أول ضربة ركنية لتشلسي في الدقيقة (39) كاد إيسيان يحرز هدف التعادل، عندما ارتقى دروغبا للركنية عالياً وسددها برأسه اصطدمت في طريقها بكتف إيسيان وخرجت الكرة لخارج مرمى رينا.
وفي نهاية الشوط، تصدى لامبارد لضربة حرة مباشرة من ناحية اليسار سددها قوية في المرمى ارتقى لها دروغبا لكن رينا نجح في إبعادها قبل وصول الكرة لرأس الفيل الإيفواري دروغبا.
الشوط الثانيوكما انتهى الشوط الأول بهجمة لدروغبا، عاد المهاجم الخطير ليفتتح الضغط الهجومي لفريقه في بداية الشوط الثاني، فسدد كرة قوية من 35 متراً مرت بجوار مرمى رينا في الدقيقة (47).
وواصل تشلسي هجومه بعد أن انضم فرانك لامبارد إلى الجهة اليمنى ليشكل عبئاً على دفاع ليفربول. ووسط ضغط تشلسي، كاد كراوش يخطف الهدف الثاني لليفربول، عندما قام بينانت بمراوغة مدافعين من تشلسي في الجبهة اليمنى ومرر عرضية خطيرة ارتقى لها كراوش برأسه فوق الجميع، وسددها في المرمى لكن تشيك أنقذها بصعوبة وشتتها الدفاع لخارج المنطقة في الدقيقة (56).
وكان الحظ رحيماً بالـ" البلوز" كما يطلق جمهور تشلسي على فريقهم في الدقيقة (58) عندما مرر الأيرلندي ستيف فينان كرة عرضية داخل منطقة جزاء تشلسي، وجهها الهولندي يودوين زيندين برأسه نحو المرمى لكن العارضة نابت عن تشيك وتصدت للكرة ليضيع هدف مؤكد لليفربول.
تغيير خططيوكان أبرز ما ميز الدقائق العشرين الأولى من الشوط الثاني، هو التغيير الخططي الذي أجراه مدرب ليفربول رافاييل بينيتيز الإسباني، بضغط لاعبي الوسط والمهاجمين على مدافعي تشلسي بشكل دائم لإفساد تحضيراتهم للهجمات.
وفشل مدافع تشلسي جون تيري في تشتيت إحدى التمريرات الطويلة لتصطدم برأسه وتسقط في منطقة الجزاء أمام بينانيت الذي سدد كرة قوية حولها تشيك إلى ضربة ركنية في الدقيقة (71).
ونجح كارغر في إنقاذ فريقه من هدف محقق في الدقيقة ( 75) عندما حول كرة أرضية زاحفة من أشلي كول داخل منطقة الجزاء إلى ركنية قبل وصولها إلى دروغبا المندفع من الخلف نحو المرمى.
ودفع المدير الفني لليفربول بمواطنه شافي الونسو بدلاً من بينانيت في الدقيقة (77)، وتراجع ليفربول بشكل مفاجئ، وامتلك تشلسي الكرة وكاد دروغبا يقتنص إحدى الكرات إثر تلقيه تمريره ايسيان في الدقيقة (84) لكن الحارس رينا نجح في إبعاد الكرة قبل دروغبا.
وفي الدقيقة (86) سدد زيندين كرة قوية من جهة اليسار تصدى لها تشيك على مرتين. وحاول لاعبو تشلسي إسقاط الكرة في الدقائق المتبقية داخل منطقة جزاء ليفربول على أمل أن ينجح دروغبا في اقتناص إحداها قبل اللجوء لوقت إضافي على شوطين لكن لم يتحقق لهم ذلك، ليطلق الحكم غونزاليس صفارته معلناً انتهاء المباراة، ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين.
الشوط الثالثشعر لاعبو ليفربول بخطورة موقفهم في ظل هجوم تشلسي، فسدد جيرارد في الدقيقة الثانية من الشوط الثالث كرة بعيدة عن المرمى، بعدها بدقيقتين سدد النرويجي جون ريز بيسراه اصطدمت بالمدافعين وخرجت إلى ركنية، التي ارتدت بعد ذلك إلى ألونسو خارج المنطقة فسدد بعيدة عن المرمى.
ورد دروغبا بتسديدة ضعيفة برأسه في يد رينا، وانفرد الهولندي ديرك كاوت في الدقيقة (5) بالحارس تشيك الذي خرج لملاقاته، ونجح في التصدي له، في واحدة من أخطر الهجمات لليفربول في المباراة.
وشهدت الدقيقة (10) أكثر لحظات اللقاء إثارة عندما ألغى لحكم غونزاليس هدفاً لكاوت عندما سدد زيندين من 20 متراً كرة قوية وقعت من يد تشيك لتجد كاوت المتسلل الذي أودعها المرمى، فألغى الحكم الهدف.
الشوط الرابعواستمر البرتغالي جوزيه مورينيو على طريقته الهجومية المعتمدة على الكرات العرضية والطولية داخل منطقة جزاء ليفربول، ودفع بمهاجمه شون رايت فيليبس بدلاً من كالو في الدقيقة (17). والحقيقة أن عملية تغيير بينانيت في الدقيقة (77) من وقت المباراة الأصلي كان لها أثر كبير في انعدام الفاعلية الهجومية لليفربول خصوصاً من ناحية اليمين الذي كان يصول ويجول فيها اللاعب حتى قبل خروجه، وشكل عبئاً كبيراً على دفاع تشلسي.
وتوقفت أنفاس جماهير ليفربول في الدقيقة (25) عندما اخترق البديل فيليبس الجبهة اليمنى لتشلسي، ومرر كرة أرضية خطيرة مرت من أمام دروغبا في أقرب فرص تشلسي لإدراك التعادل. بعدها بدقيقة لم يستغل لامبارد ضربة حرة مباشرة احتسبت لفريقه من الجهة اليسرى فسددها قوية بعيدة عن المرمى.
ودفع مورينيو بورقته الهجومية الأخيرة المتمثلة في الكاميروني إيبوي محل مكاليلي في الدقيقة (27)، ولم يستغل كاوت الكرة التي سنحت له في الدقيقة (28) على حدود منطقة الجزاء والمرمى مفتوح أمامه فسدد بقوة نجح تشيك في إبعادها. لتنتهي المباراة بهدف دون مقابل لمصلحة ليفربول، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح من نقطة الجزاء، حيث كانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز تشلسي بنفس النتيجة.
وفي ضربات الجزاء نجح كل من زيندين وألونسو وجيرارد وكاوت في التسجيل لليفربول، فيما أحرز لتشلسي لامبارد فقط، وأضاع كل من روبن وجيرمين ضربتي الجزاء.
بينيتيز فخور بلاعبيه وعقب اللقاء أعرب مدرب ليفربول الإنكليزي الإسباني رافاييل بينيتيز عن فخره بما قدمه لاعبوه وقال بينيتيز "لا أستطيع أن أطلب من اللاعبين أكثر مما قاموا به، لقد بذلوا جهوداً خارقة خلال المباراة", وأضاف "واجهنا فريقاً صعب المراس يملك مهاجمين رائعين وكان من الصعب مراقبتهم والمحافظة على شباكنا عذراء".
وتابع "الأجواء كانت رائعة في المدرجات والجمهور لعب دوراً كبيراً في بلوغنا المباراة النهائية", وكشف "لعبنا بشجاعة وتصميم كبيرين وأنا فخور جداً بلاعبي الفريق".
وأشاد بينيتيز بالحارس الإسباني بيبي ريينا وقال "ريينا اختصاصي في التصدي لركلات الجزاء منذ أيامه في إسبانيا، وقام بالعمل نفسه في إنكلترا حيث يتدرب كثيراً على التصدي لهذا النوع من الركلات".
أما مدرب تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو فقال "طوال مسيرتي التدريبية، لم أعش أمسية حزينة كهذه، لأنه من الصعب أن تهضم خسارة نصف نهائي في دوري أبطال أوروبا بركلات الترجيح".
وأضاف "لا أعتقد بأن الأجواء في المدرجات أثرت على معنويات فريقي، ففريقي حاول الفوز خصوصاً في الشوط الثاني والوقت الإضافي".
وأوضح "برهنا أننا نريد الفوز في المباراة أكثر من ليفربول وأعتقد بأننا كنا الفريق الأفضل ونستحق أن نبلغ النهائي، لكن التاريخ لن يذكر بأن المباراة الأولى كان يجب أن تنتهي بفوزنا بثلاثة أهداف نظيفة أيضاً، سيذكر فقط بأن ليفربول بلغ النهائي، إنها كرة القدم".
المصدر:
http://www.aljazeerasport.com/NR/exeres/144663E4-9C88-45A1-B706-B56550C97F46.htm مع تحياتي