لا ليغا" .. الدوري الأكثر متعة وتشويقا في العالم حافظ هذا الموسم على كل أسراره الى أخر دقيقة من الدوري و الى أخر جولة (38)، ليكشف لنا بطل إسبانيا في "سوسبانس" مثير شد الأنفاس و أسر القلوب و حرك الحقائب السوداء في كل الإتجاهات..
ريال مدريد..يمرض ولايموت ..
نطق حكم المستديرة بتتويج النادي الملكي الأبيض بلقب الدوري للمرة ال 30 في تاريخه، و أزاح غريمه التقليدي الكتالوني برشلونة من فوق عرش الكرة الإسبانية، التي إحتكرها لموسمين متتالين رغم أن الكثيرين لم يراهنوا على حصان الريال في بداية الموسم بعد النكسات و الهزات التي تعرض لها النادي و التي كادت أن تعصف به نحو المجهول... لكن الريال من طينة الفرق التي " تمرض ولا تموت" عرف كيف ينفض غبار " الزلزال" الذي أخلط أوراق بيته ليصحح البناء، و ينطلق في مسيرة مميزة حقق خلالها 10 إنتصارات في 12 مباراة ويتربع على عرش الدوري بداية من الجولة 34 و الى غاية خط الوصول، لتكون النهاية السعيدة بمباراة الوداع لنجم دافيد بيكام الذي سيطير بعد أيام الى لوس أنجلس، و فرحة كابيلو الذي أنقذ رأسه، وسعادة فان نيستروي النجم المتألق في نهاية "لاليغا" ..
البارحة ..عانى الريال في مباراته الأخيرة ضد مايوركا التي كانت مثيرة و صعبة على شاكلة مسيرة الريال طيلة الموسم الحالي، وجسدت حقيقة معاناة أبناء كالديرون، الذي لم يتكهن حتى أشد محبي الريال بهذه النهاية الجميلة وفوزه بدوري لاليغا ..
الأزمة العميقة التي عاشها الريال في المرحلة الأولى من الدوري كادت أن تعصف بكل الأحلام والطموحات والآمال بعد أن تعقدت الأمور، وكان المدرب الجديد فابيو كابيلو على وشك الرحيل وترك السفينة في وسط الأمواج العاتية بعد أن فقد سلطته و شرعيته، و أصبح محل الإنتقادات من كل الجهات، ومثلت قضية النجم دافيد بيكام القشة التي قسمت ظهر البعير بين الرجلين.
دام مسلسل الفتى المدلل ثلاثة أسابيع فقط بعد أن توحد كل اللاعبين وراء الفتى الأنيق الأنجليزي، و يخرج الرئيس كالديرون عن صمته ليعبر عن مساندته المطلقة لبيكام، مما أجبر المدرب الإيطالي عن التراجع عن قراره بالإستغناء عن خدمات بيكام و أعاد إستدعائه ودمجه مع التعداد مجددا، ليكسب بيكام المعركة لصالحه على حساب مدربه، و أكثر من ذلك تعالت أصوات من داخل البيت المدريلاني تتطالب ببقاء بيكام في صفوف الريال الموسم القادم بعد الأداء الرائع و المتألق الذي بات يقدمه في المباريات الأخيرة، ومعبرة عن رفضها السماح بذهاب النجم الأنجليزي رغم الندم الواضح الذي أبداه المدرب كابيلو إتجاه اللاعب .. ولكن يبدو أن فريق لوس أنجلس غير مستعد للتراجع عن صفقة العمر مع الفتى المدلل و حتى زوجته المغنية فيكتوريا من أشد المتحمسين للإقامة في أمريكا، لاسيما و أن ما ينتظر بيكام هناك ما لاعين رأت و لاأذن سمعت ..!!
عودة بيكام و تحرر فان نيستروي..
لقد كان بيكام قطعة أساسية على خارطة الطريقة التي أعدها رايمون كالديرون الرئيس، وأستغلها المدرب كابيلو في الوقت المناسب.. فمنذ نهاية شهر مارس و عودة بيكام لصفوف "الميرانقي" بدأ الريال في تقديم أداء يليق بإسمه ويسجل الإنتصارات المتتالية في الدوري فحقق 10 إنتصارات من أصل 12 مباراة وتحركت آلة التسجيل بقيادة رأس الحربة الهولندي "فان نيستروي" الذي تحرر تماما وزاد من سرعة عداد التهديف وخطف لقب" البيشيشي" بتسجيله 25 هدفا كأحسن هداف للدوري الإسباني "لاليغا".. و كان على مرمى حجر من نيل " الحذاء الذهبي" الذي يمنح لأفضل هداف أوروبي لو تمكن من تسجيل ثنائية في مرمى مايوركا لكن لعنة الإصابة أجبرته على ترك الميدان في المرحلة الأولى تاركا الحذاء الذهبي لهداف النادي الإيطالي روما النجم "فرانسيسكو توتي" ...
كابيلو أنقذ رأسه من مقصلة الإقالة أو الإستقالة ..
لم يكن أحدا يتوقع هذه النهاية السعيدة للمدرب الإيطالي، لقد كان مصيره على رأس العارضة الفنية للريال في اللعب.. ولكن التتويج بلقب لاليغا سيجب كل ماقبله ويمحي كل الأخطاء، وينقذ رأس كابيلو من مقصلة الإقالة أو الإستقالة، رغم عدم تحمس الإدارة في التجديد معه.. ولكن مطالبة لاعبي الفريق و خاصة الركائز منهم وعلى رأسهم اللاعب رؤول الذي عبرعن رغبته في رأية كابيلو على دكة الإحتياط لنادي ريال مدريد الموسم القادم و عندما نعلم حجم رؤول في الريال ووزن كلمته الثقيل جدا يمكننا أن بقاء كابيلو في الريال مسألة مفروغ منها..
تحياتي ....عاشق الملكي...